مدونة إبراهيم الخطيب

حوار الكايزن

مقدمة

سألني أحدهم عن الكايزن، ما هو؟هممت أن أشرح له ما هو، وكيف نشأ، وكيفية تطبيقه، ولكني تراجعت؛ لأني وجدت أن حديثي سيكون أشبه بحصة مدرسية بين أستاذ وتلميذه، أو كمحاضرة جامعية بين دكتور وطلبته. ومهما بلغت من التمكن في معرفة الكايزن والمهارة في تطبيقاته، فلن أستطيع أن أعطيه إجابة شافية كافية تغنيه عن السؤال في جلسة واحدة. فبحثت بعقلي عن قاعدة مشتركة تشملني أنا والسائل، تسهّل حديثي وتوصيل الفهم عن الكايزن. فوجدت العلاقة بيننا، هو وأنا والكايزن نفسه، ألا وهي الكتاب والسنة. فصار من السهل الشرح،

الحوار

فقلت له:ألا نؤمن بقول نبينا: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”؟قال: بلى.قلت: إذاً ذاك هو الكايزن: أن تجود عملك.ألا نؤمن بقول نبينا: “خير الأعمال أدومها وإن قل”؟قال: بلى.قلت: ذاك هو الكايزن: أن تخطو خطوات صغيرة يومياً نحو الأفضل.ألا نؤمن بقوله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”؟قال: بلى.قلت: ذاك هو الكايزن: أن يصبح التغيير للأفضل ثقافة من الأسفل ومن الجميع.ألا نؤمن بقول الله في الحديث القدسي: “يا عبادي، إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته محرّماً بينكم فلا تظالموا”؟قال: نعم.قلت: ذاك الكايزن: التزام من الإدارة العليا أولاً.ألا نؤمن بقوله تعالى عن رسوله: “بالمؤمنين رؤوف رحيم”؟قال: نعم.قلت: أيضاً الكايزن يجب أن تقود موظفيك كذلك، قيادة أبوية.ألا نؤمن بقوله تعالى: “وشاورهم في الأمر”؟قال: أجل.قلت: ذاك الكايزن: يتبنى نظام المقترحات من الأسفل إلى الأعلى، ويتبنى روح الفريق في العمل والمساعدة للقادة في اتخاذ القرار ليصل إلى: “فإذا عزمت فتوكل على الله”.ألا نؤمن بقول رسولنا في الحديث القدسي عن رب العزة: “أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر”؟قال: بلى.قلت: الكايزن يبحث عن ما بعد رضا العميل وإسعاده وإدهاشه إلى مفهوم أبعد.ألا نؤمن بقوله تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، وقوله: “ولكم في رسول الله أسوة حسنة”؟قال: أجل أجل.قلت: ذاك الكايزن: أن تضع معياراً لكل ما تعمل وتلتزم به.فقاطعني قائلاً: أجبني أنت بكل صراحة إن فهمتك، هل تقصد أننا إن طبقنا الإسلام صحيحاً طبقنا الكايزن؟أجبته صادقاً، وبداخلي فرحة من وصل إلى أكثر من مبتغاه بتوفيق من الله: نحن إن طبقنا القرآن والسنة واتبعناهما فقنا الكايزن ومن جاء به، فما الكايزن إلا جزء يسير منهما..

خاتمة

ليس الغرض من المقارنة و الحوار بالطبع التقليل مما جاء به من عملوا بجد و اجتهاد في انشاء و تطوير أدوات و منهجيات ااكايزن اليابانية التي صارت واقعا ملموسا يتم تدريسه للطفل في اليابان منذ نعومة أظفاره و لكن كل ذلك إنما هو وكما ذكر في المقال الوصول إلى المشتركات التي تجعل من التطبيق أسهل ما يكون وما يجب عليه .

إرسال التعليق